Search

نياحة البابا مينا الأول ال47

نياحة البابا مينا الأول ال47

في هذا اليوم تذكار نياحة البابا مينا الأول ال47

من رهبان دير الأنبا مقار ببرية شيهيت ، جلس على كرسي الإسكندرية خلفًا للبابا ميخائيل الأول ، وكان انتخابه بإجماع آراء الإكليروس والشعب . وعند الرسامة رغب في أن يحتفظ باسمه فأصبح الأنبا مينا الأول سنة 765م (474ش) . ولما تسلم مقاليد الرئاسة الروحية العليا أخذ يعلم الشعب ويوضح له معنى الإيمان الأرثوذكسي ، كما أخذ يبني الكنائس المتهدمة . وكان يعمل بفرح روحي انعكس على وجهه فكان الشعب يتعجب من النعمة البادية عليه ، وقد استطاع الأنبا مينا الأول أن ينجز هذه الأعمال البناءة في سرعة وهدوء لأن التفاهم ساد العلاقات بين الأقباط ووالي البلاد إذ ذاك .

راهب يطلب إقامته بطريركًا

لكن عدو الخير لم يدع الأنبا مينا يستمتع بجهوده الروحية طويلاً، فجاءت التجربة هذه المرة من الداخل من أحد الرهبان اسمه بطرس ، تودد إلى الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور ثم طلب منه العمل على إقامته بطريركًا على كرسي الإسكندرية ، فكتب الخليفة إلى أبي العون والي مصر ليحقق رغبة الراهب . كان أبي العون يحترم البابا مينا إلا أنه اضطر لتنفيذ أوامر الخليفة فاعتقل البابا في دار الولاية ، ثم عاد واعتقل الأساقفة لرفضهم تنفيذ طلب ذاك الراهب . واشتغل الأنبا مينا وأساقفته بطلاء المراكب سنة كاملة دون أن يبدو منهم أي ألم أو ضجر ، وأخيرًا إذ ازداد بطرس في تشامخه مع الوالي نفسه أمر بحبسه ، ثم أذن لساعته للأنبا مينا وأساقفته بأن يعودوا إلى كراسيهم مكرمين .

قضى الأنبا مينا سنواته الأخيرة في افتقاد شعبه واستنهاضه للجهاد وفي تجديد الكنائس ، خاصة أن الوالي صالح بن علي نهج منهج أبي العون في إنصافه للمسيحيين وفي حسن معاملته للشعب المصري عامة . ثم انتقل البابا إلى كنيسة الأبكار وكانت أيام باباويته ثماني سنين وعشرة أشهر .

 . صلاته تكون معنا و لربنا المجد دائمًا أبديًا آمين .