Search

انتخاب الانبا شنودة

انتخاب الانبا شنودة

 

إجتمع أعضاء المجمع المقدس مع أعضاء هيئة الأوقاف القبطية ولجنة إدارة أملاك البطريركية لأختيار قائمقام يتولى إدارة البطريركية أثناء فترة خلو كرسى مار مرقس وقد قام المجتمعين طبقاً للوائح بترشيح نيافة الأنبا مرقس مطران أبو تيج ولكنه أعتذر ، فأختار المجتمعون الأنبا الأنبا أنطونيوس مطران كرسى سوهاج وسكرتير المجمع ليصبح القائمقام كما تم أختيار نيافة الأنبا أثناسيوس أسقف كرسى بنى سويف ليكون سكرتير المجمع المقدس ( الصورة المقابلة الأنبا أثناسيوس )، وبدأت أجتماعات المجمع المقدس لمناقشة موضوع أختيار البابا القادم ، وأستمرت المناقشة أياماً وبعد فوضعوا قواعد يقوموا بمقتضاها بأختيار البابا القادم فأعلن نيافة القائمقام بدء عملية الأنتخاب طبقاً لهذه القواعد.

 

فشل المجمع المقدس و المجالس الشعبية فى الاتفاق على أسم البابا الجديد

وقام أعضاء المجمع المقدس فى كتابة أسماء المرشحين وكانوا 23 أسماً بطريقة سرية وأصبحوا 17 أسما فى المرة الثانية .

وأخيرا شكلوا لجنة لفحص هذه الأسماء وأختيار أحسن 11 أسم منها فأختاروا : -

الأنبا انطونيوس ، الأنبا باسيليوس ، الأنبا شنودة ، والأنبا صموئيل ، الأنبا لوكاس ، الأنبا بولس ، الأنبا يوساب مع بعض الرهبان مثل مثل القمص قزمان المحرقى ، القمص متى المسكين ، القمص شنودة السريانى ، القس كيرلس المقارى .

ثم أجرى المجمع المقدس إنتخابات لأختيار 5 فقط من المرشحين فكان الثلاثة ألأولون حسب فوزهم بأعلى الصوات هم : الأنبا شنودة أسقف التعليم ، الأنبا أنطونيوس ، الأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة .

وتساوت ألأصوات بين ثلاثة آخرين هم : الأنبا باسيليوس ، الأنبا لوكاس ، القس كيرلس المقارى .

فأجريت أنتخابات لترجيح أثنين من الثلاثة الذين تساوت الأصوات بينهم ، وكانت النتيجة فوز الأنبا باسيليوس ، والأنبا لوكاس .

ولوحظ فى هذه الإنتخابات هو أختيار اساقفة وليس رهبان .

وكانت نية المجمع المقدس أنتخاب ثلاثة من الخمسة أساقفة ثم أختيار واحد من الثلاثة ليصبح البابا 117

وحدث أن أعلن الأنبا شنودة عن رفضة لأتمام الإنتخاب وتكملته بهذه الصورة عملا بالمبدأ الذى نادى به " من حق الشعب أن يختار راعيه " وأصر على رأيه بالرغم من أحجاج بعض الأساقفة خوفاً من المهاترات والتشهير .

وقال الأنبا انطونيوس : " هل يرضيكم أن بأتى البابا الجديد مجرحاً ؟ " فقال الأنبا شنودة : " وأيضاً لو أختير البابا فى هذه الحجرة المغلقة سيكون هذا سببا فى تجريحة لنأخذ رأى الشعب بأى صورة تقترحونها "

ونزل الجميع عن رأيهم لتنفيذ كلمات الحكمة التى تفوه بها الأنبا شنودة وأتفق أعضاء المجمع على عقد أجتماع مشترك مع هيئة الأوقاف القبطية ولجنة إدارة أملاك البطريركية على أعتبار انهم يمثلون شعب الأقباط على أن يكون هذا الإجتماع المشترك على أختيار واحد من الخمسة الذى أختارهم المجمع من 23 أسماً ليكون بطريرك الأقباط الأرثوذكس ، وتم الإجتماع ولم يتوصلوا إلى شئ فأستقر الرأى على تنفيذ اللائحة وبدء الإنتخابات الشعبية.

بدء الانتخابات الشعبية

وحسب اللائحة التى كانت ساريه فى أنتخاب المرشح للكرسى الباباوى أن يزكيه 6 من أعضاء المجلس المقدس أو 12 من أعضاء المجلس الملى .

وفى أواخر شهر 1971 م كانت نتيجه التزكيات هو ترشيح سبعة هم :-

الأساقفة : الأنبا أنطونيوس ، الأنبا باسيليوس ، والأنبا شنودة ، والأنبا صموئيل ، والأنبا بولس

ومن الرهبان : القمص متى المسكين والقمص شنودة السريانى .

وحدث أن رفعت قضية ضد أختيار الأنبا أنطونيوس لمنصب قائمقام على أعتبار أن المجلس الملى لم يشترك فى أنتخاب الأنبا أنطونيوس لمنصب القائمقام حسب نصوص اللائحة فى ذلك الوقت .

وأجتمع مجلس الشعب فى أبريل 1971م وقرر تعديل اللائحة بأن يحل أعضاء هيئة الأوقاف القبطية ولجنة إدارة الأملاك البطريركية مكان المجلس الملى فى أختيار القائمقام فى التزكيات وفى باقى بنود اللائحة ، وبناء على هذا القرار الجديد أعتبرت جميع التزكيات السابقة لاغية وبدأت تزكيات جديدة .

وكانت نتيجة التزكيات الجديدة فى أواخر ابريل على ترشيح 9 أشخاص هم :-

الأساقفة :الأنبا باسيليوس ، الأنبا دوماديوس ، الأنبا بولس ، الأنبا شنودة ، الأنبا صموئيل ، الأنبا غريغوريوس.

وأختاروا من الرهبان : القمص متى المسكين ، القمص شنودة السريانى ، القمص تيموثاوس المقارى .

وأجتمعت اللجنة مرة أخرى لتصفية المرشحين التسعة وأختاروا خمسة هم :-

الأساقفة : الأنبا باسيليوس ، الأنبا صموئيل ، الأنبا شنودة ، الأنبا دوماديوس .

وأختاروا راهب واحد هو : القمص تيموثاوس المقارى .

بحيث يختار الأقباط شخص واحد من هؤلاء الخمسة ليكون باباهم الجديد .

الشعب ينتخب راعية

وفى يوم الجمعة 29 من أكتوبر 1971 م توجه الناخبين لأختيار شخص واحد أو أثنين أو ثلاثة من الخمسة السابقين وكان مقيداً فى جداول الناخبين 700 ناخب حضر منهم 622 ناخب حضروا من كل مكان أرض مصر ، وكانت اللائحة تنص على أن لوكلاء الشريعة فى المطرانيات و 24 كاهن من القاهرة و 7 من الأسكندرية وأعضاء المجلس الإكليريكى لهم حق الإنتخاب  .

كما حضر عملية الإنتخاب وفد من الكنيسة الأثيوبية هما : المطران توماس والقمص هايت مريم سكرتير أمبراطور اثيوبيا ورئيس كلية الثالوث اللاهوتية ، وحضر ايضا مع الوفد الأثيوبى سفير أثيوبيا فى مصر فى هذا الوقت السيد ملس .

 وكان مقر الإنتخاب هو الكنيسة المرقسية بالأزبكية ، وحضر عملية الأنتخاب مندوب من وزارة الداخلية منذ البداية وحتى النهاية وأنتهت عملية الإنتخاب فى الساعة الخامسة مساء وكان آخر من أدلى بصوته هو الأنبا مرقس مطران كرسى أبو تيج ، أما الأنبا شنودة فلم يدلى بصوته إذ كان يصلى فى صباح اليوم فى كنيسة القديس مار جرجس بروض الفرج وفى المساء كان يلقى عظته الأسبوعية فى الكاتدرائية التى يحضرها الألوف من الشعب القبطى ، كما لم يشترك الأنبا صموئيل الذى كان معتكفاً فى الدير ، ولم يشترك القمص تيموثاوس المقارى فى الإنتخابات إذ كان فى مكان خدمته بالكويت .

وكانت نتيجة فرز الأصوات أسفرت عن أختيار ثلاثة من الخمسة وهم :-

الأنبا صموئيل وحصل على 440 صوتاً

الأنبا شنودة وحصل على 434 صوتاً

القمص تيموثاوس المقارى وحصل على 312 صوتاً

 

القرعة الهيكلية تختار الانبا شنودة 

وفى يوم الأحد 31 أكتوبر 1971 م بدأ القداس الذى يسميه الأقباط قداس القرعة حوالى الساعة السابعة والنصف صباحاً وحضر أعضاء المجمع المقدس وأعضاء لجنة الأملاك بالبطريركية وأعضاء هيئة الأوقاف والوزراء الأقباط ومندوبوا الإذاعة والتلفزيون والصحافة وحضر أيضاً سفير أثيوبيا بالقاهرة والألاف من الشعب القبطى .

وبعد رفع بخور باكر وقبل تقديم الحمل دخل نيافة الأنبا أنطونيوس القائمقام وأحضروا مائدة وضعوها أمام الهيكل ووقف الأنبا أنطونيوس وفى يده ثلاثة أوراق بكل واحده أسم من أسماء المرشحين وقال الأنبا أنطونيوس :

سأريكم الآن الثلاث ورقات كلها بمقاس واحد ، ولون واحد ، ومختومه من الجانبين بختمى وختم لجنة الإنتخاب ، سأطبق كل واحدة أمامكم وسأضعها فى العلبة وأقفلها وأشمعها امامكم وأختمها بختمى "

وأمسك الأنبا أنطونيوس بالعلبة الفارغة وأراها للناس ثم أمسك بالورقة الأولى وبسطها أمام الجميع ليراها الناس وقرأ الأسم الموجود فيها وطبقها ووضعها فى العلبة وكذلك فعل نفس الشئ مع الورقتين الأخريتين ، ثم أعلق العلبة وختم على العلبة بخاتمة وسلم الخاتم للسيد الوزير المهندس / أبراهيم نجيب ، ثم أخذ العلبة ووضعها على المذبح لتحضر القداس ، وبعد ا،تهاء القدس أعادوا المائدة مرة أخرى أمام الهيكل .

وجمعوا كل الأولاد الذين حضروا الصلاة وتناولوا حتى يختاروا واحداً ليسحب ورقة (القرعة) وكانوا تسعة أولاد ، ووقع إختيارهم على أصغرهم وكان فى العاشرة من العمر وأسمه أيمن منير كامل غبريال ، والعجيب انه حضر مع أبويه من الإسكندرية ولم يكن معهم تذاكر لدخول الكنيسة يومها ولكنهم أستطاعوا حضور القداس بعد مشقة كبيرة ، وشائت المشيئة الإلهية أن تكون يد الطفل الغير مدعوا من الناس لهذا الحفل أن تسحب ورقة  بابا الأقباط القادم

والبسوا الطفل أيمن ملابس الشمامسة وحمله نيافة الأنبا أغابيوس وأتى به إلى القائمقام ، وهنا رفع الأنبا أكونيوس العلبة التى بها الثلاثة ورقات إلى أعلى مربوطة ومختومة حتى يراها الناس بأربطتها وأختامها ثم أدار العلبة فى يده عدة مرات وهزها حتى لا تثبت الأوراق كما وضعها ثم فض الأختام من على العلبة ووقف أمامه الطفل أيمن بعد أن أخفوا عينيه حتى لا يرى شيئاً من ألأوراق التى سوف يسحب أحداها ، وفى أثناء ذلك بدأ الألاف من الشعب القبطى المتواجد فى الكنيسة يصلون قائلين كيريالايصون 41 مرة ومعناها يارب أرحم .

ثم مد الطفل أيمن يده إلى العلبة وهو مغمض العينين وسحب ورقة فأخذها منه القائمقام ألأنبا أنطونيوس وكان الجميع صامتين وكأن على رؤوسهم الطير ، وأمسكها بيده واخذ يفتحها والكل مترقب وقرأ الأنبا أنطونيوس الأسم المكتوب فى الورقة وأعلنه للشعب وهو : -

نيافة الأنبا شنودة .. أسقف التعليم

وذكر جرجس حلمي عازر المستشار الصحفي للبابا شنودة (1) وعندما توفي "تنيح" البابا كيرلس رافقت جثمانه أنا والأنبا شنودة فقط.. في المقر القديم بكلوت بك إلي الكنيسة المرقسية الكبري الجديدة. ويومها كشف الصندوق ليري جثمان البابا كيرلس وقال لي.. إن البطارقة في العهود القديمة كانوا يفتحون مقابر أسلافهم ليستلموا من أيديهم "عصا الرعاية" والهدف أن يري البطريرك الجديد أن هذه هي النهاية.. فيكونوا أمناء علي رسالتهم ورعاية أبناء الكنيسة بأمانة.