القديس الأمير تادرس المشرقى
القديس الأمير تادرس المشرقى
نشأته
نشأ تادرس المشرقي في أسرة نبيلة عريقة ، ولد عام 275 م في إحدى بلاد المشرق ، ولذلك سمي بالمشرقي ، ومن هنا يشبهه البعض بأيوب البار ، فقد شاع ذكره شيوع أيوب (كان هذا الرجل أعظم كل بني المشرق) (أيوب 1 : 3) فبركته ذائعة لقداسة سيرته ، وثبات إيمانه ، وعمق محبته ، وصبره العجيب وبذله دماءه من أجل إسم المسيح .
أسرته :
يقول المؤرخ بتلر : ولد قديسنا في ظل أسرة نبيلة في الشرق وكان أبوه صداريخوس وزيراً في عهد نوماريوس ، وأمه أخت واسيليدس الوزير ، وبعد موت نوماريوس في حرب الفرس ، قام صداريخوس وواسيليدس بإدارة شئون البلاد حتى إرتقى دقلديانوس العرش .
طفولتة :
لمعت فضائل قديسنا منذ صغره فتواضعه ملموس ، محباً للقداسة ، حريصا على الشجاعة والصراحة في الحق ، كل ذلك جدير بالتقدير ، فمن تطلع إليه لمس النعمة بادية عليه فتميزبالأخلاق المسيحية الكريمة بصورة إلى تمجيد الله .
إنتظامه في الجندية :
إنتظم في الجيش صغيرا ، وتدرج حتى صارت له قيادة الجيش المحارب ضد الفرس ، فأظهر بسالة وشجاعة في الميدان العسكري ، وقد إنتهت الحرب بعقد معاهدة صلح مع الفرس ، وحلت الصداقة بين الأمير تادرس ، ولاونديوس قائد جيش الفرس ، وحدث ذات ليلة أن رأى القديس سلماً ممتداً من الأرض إلى السماء ، وفوق السلم السيد المسيح له المجد على منبر عظيم وحوله ربوات الملائكة يسبحون وتحت السلم رأى تنيناً ، وسمع الرب يسوع قائلا له الرب " سيسفك دمك على إسمي " فقال له الأمير " وصديقي لاونديوس " , فقال له الرب " بل وبانيقاروس الفارس " . فتشجع القديس ، وأرشد لاونديوس صديقه وبانيقاروس إلى حقائق الإيمان المسيحي ، فآمنا واعتمدا ، وإنتظما في سلك المسيحية .
جهاد القديس من أجل الإيمان :
دعا بإسم الرب يسوع فقال لجنوده " من أراد منكم الجهاد على إسم السيد المسيح فليقم معي " ، فقالوا " نحن نموت معك وإلهك إلهنا " ، ثم نهض بهمة عالية وقاد فرقته إلى بنطس ( Pontus ) بأسيا الصغرى فعسكر مع فرقته في مدينة أماسيا ( Amasea ) عاصمة إقليم البنطس وهناك عرض عليه تقديم العبادة للآلهة الوثنية ، فرفض بشجاعة مُصِراً على إيمانه ، فكان لا يزعزعه وعيد ولا تهديد ، وأعلن جهاراً أنه مستعد لأن يقطع ، وتقدم أعضاؤه لخالقه الذي مات من أجله .
تقهقر الوالي أمام ثبات القديس :
قدم للمحاكمة فكان هادئا وثابتا ، تميزت ردوده بالقوة واليقين فرأى الوالي أن يأخذه باللطف متقهقرا أمام إصرار القديس ودفاعه المجيد عن إيمانه المسيحي .
تراجع الوالي أمام القديس المجاهد ، فمنحه فرصة للتفكير والتروي ، فاستغل القديس الوقت الذي منحه له فأشعل النار معبد وثني كبير في وسط المدينة ، وبكل جرأة ، تقدم معترفا بأنه هو الذي أحرق المعبد فعامله بالقسوة وجلدوه بالسياط وعذبوة بمختلف ألوان التعذيب فكان صامداً صابراً مسبحاً الرب .
الملائكة تقويه في سجنه :
تم رميه في السجن ، فكان في الزنزانة سعيداً بصورة أدهشت الجميع ، إذ سمع أصواتا ملائكية شجية ترتل ، ورأى الجميع أنواراً بهية أضاءت السجن فتعزى القديس وتقوى .
إقترب واحد من الملائكة من القديس تادرس وقال له :
" تشجع أنت والذين معك فقد بارككم السيد المسيح وسمح لك بأن تنال هذه البركة المقدسة وزينك بثوب الطهارة والعفة ووشحك بالزي الملائكي فأطمئن أيها القائد الشجاع ، فسوف أكون معك ومع كل الذين معك إلى أن تنالوا إكليل الشهادة وتصعد أرواحكم إلى السماء "
محاولة الوالي مع الشهيد :
حاول الوالي بشتى الطرق لينكر القديس الإيمان ويخلص نفسه من العذاب فرشم القديس الصليب ، وقال : " مادام في نفس سأعترف بإسم السيد السيح له المجد " .
كان إصرار القديس على الإيمان المسيحي وإعترافه جهاراً بإسم الرب يسوع داعيا لتعذيبه بشتى الأساليب فسمروه على شجرة وعذبوه فكان الرب يقويه ويعزيه ويرسل ملاكه ليشفيه
إمتداد التعذيب لجنوده :
أرسل الوالي كهنة أبولون إلى جنود القديس ليقدموا العبادة للأوثان ، فقالوا جميعاً ليس لنا ملك إلا يسوع المسيح ملك الملوك فكان الأمر بذبحهم جميعا وبعد عذاب طويل قاس ، بوسائل مختلفة ، قال القاضي للقديس تادرس : " فكر في العار الذي جعله لك المسيح " ، فأجاب الشهيد : " هذا العار أبتهل به أنا وكل الذين يرتلون إسم المسيح بكل سرور " . فحسب القديس عار المسيح مجداً يفخر به ويعتز به الحكم بإحراق القديس :
وأخيراً صدر الحكم بإحراق الأمير الشهيد تادرس حياً سنة 306 م في عهد مكسيمينوس وجاليروس . وعند إستشهاده شوهدت روحه وهي ذاهبة إلى السماء كشعاع من نور .
*بركه صلاته تكون معنا أمين*