حياة الراهب فى القلاية
القــــــلايـــــــة
القلاية هى مسكن الراهب وتتكون عادة من حجرتين
الخارجية للمعيشة مثل عمل اليد والأكل والضيافة وغير ذلك .
الداخلية وهى مخصصة للعمل الروحى مثل الصلاة والتسبيح والميطانيات وقراءة الكتاب المقدس والكتابة والتأمل وقراءة الكتب الروحية وحفظ المزامير ثم النوم وغالباً ما يكون نوم الراهب على الأرض أو على مرقد صغير خوفاً من الرطوبة .
القلاية بالنسبة للراهب هى نعيمه ومكان سعادته وراحته إذا خرج منها يقول لنفسه :
" ارجعى يانفسى الى موضع راحتك لأن الرب قد أحسن إلىَّ " ( مز 115 : 7 )
أحسن الىَّ بأن اعطانى قلاية أنفرد فيها معه وأناجيه مناجاة الحب من القلب .
يجب أن توجد علاقة حب الراهب وقلايته قيل عن القديس الأنبا أرسانيوس معلم اولاد الملوك إنه ترك قلايته فى الأسقيط وغاب عنها مدة ثم رجع إليها بفرح شديد وهو يقول :
" الحمامة التى أطلقها نوح من الفلك حينما لم تجد لها مستقراً بسبب الطوفان رجعت إلى الفلك مرة أخرى وهو مكان الأمان والراحة بالنسبة لها وكذلك القلاية بالنسبة للراهب "
- القلاية هى سر نجاح الراهب فالراهب الناجح هو الذى يعرف أن يعيش فى قلايته ويستثمر وقته جيداً دون أن يحس بالملل أو الضجر أو الرغبة فى الخروج أو الهروب من القلاية .
- وقد قال الأنبا أنطونيوس : السمكة إذا خرجت من الماء تموت وهكذا الراهب إذا مكث كثيراً خارج قلايته يموت (روحياً) .
- قلاية الراهب هى ديره وهى عالمه الواسع ولا مصلحة له خارجها فالراهب فى الدير بدون ثباته فى القلاية لا يفيده الدير شيئاً .
- الراهب الملتزم يكون سلوكه بين القلاية والعمل والكنيسة فقط .
- القلاية هى مخدع الصلاة والعشرة الحلوة مع الله .
- الراهب العابد يربط الشياطين خارج القلاية فلا يقدرون أن يدخلوا اما داخل القلاية فتزوره الملائكة بل والسيد المسيح نفسه .
ثلاثة أمور تصنع الراهب الناجح :
1 – الغرض المستقيم ، المجرد من أى أهواء شخصية ( الله وكفى ) .
2 – الثبات فى القلاية وأستثمار الوقت حسناً .
3 – المرشد الروحى وأب الأعتراف المختبر الذى يدبر الراهب تدبيراً رهبانياً سليماً فى صلواته واصوامه وميطانياته وعمل يديه وسلوكه مع الأخرين .
القلاية من الكتاب المقدس :
- يقول الحكيم " الهدوء يسكن خطايا عظيمة " (جا10:4) ومكان الهدوء الطبيعى هو القلاية حيث تهدأ النفس بالقراءات الروحية والصلوات والتسابيح والميطانيات وبالتالى تسامح وتغفر .
- ويقول النبى :"بالرجوع والسكون تخلصون بالهدوء والطمأنينة تكون قوتكم " (إش30: 15)
والقلاية هى مكان الهدوء والسكون والرجوع للنفس ومحاسبتها والدخول إلى داخلها والغوض فى أعماقها لسبر أغوارها وفحص مخابئها .
القلاية تعلم خوف الله :
يقول القديس يوحنا الدرجى :"المحبوس فى السجن يرتاع من ملاقاة القاضى والحبيس فى القلاية يتولد فيه خوف الله وقد لايخيف الأول مجلس القضاء مثلما يخيف الثانى كرسى الديان العادل .
القلاية خير معلم :
طلب أخ من الأنبا موسى كلمة منفعة .
فقال له الشيخ :
أمض وأجلس فى قلايتك وهى سوف تعلمك كل شىء .