Search

يوميات راهب

يــــوميــات راهـــب

 

  يتردد هذا السؤال غالباً على ألسنة عدة فئات من الناس :

كيف يقضى الراهب يومه أو كيف يجيز يومه ؟

  1 – الرهبان المبتدئون الداخلون إلى الرهبنة بأمانة قلبية وحمية روحية يريدون السلوك الرهبانى على أسلم الطرق وأصح التدابير .

  2 – الشبان الذين يودون الدخول والإنتظام فى سلك الرهبنة حتى يقيسوا قدراتهم الروحية وهل عندهم الإمكانيات اللازمة لهذه الحياة العالية لئلا يزجوا بأنفسهم فيها دون دعوة الهية أو إستعداد نفسى فيكون الفشل وهذه كانت حالتى أنا شخصياً قبل الدخول فى الرهبنة ، كنت اتشوق لقراءة الكتب الرهبانية والتهمتها التهاماً وعندما كان يقع فى يدى كتاب رهبانى أول ما يعنينى فيه وأول ما أقرأه فيه هو الفصل أو الفصول التى تتكلم أو تشير إلى كيف يقضى الراهب يومه فى قلايته أو داخل الدير خصوصاً أننى لم أكن قد زرت قبل ذلك الأديرة ولا أطلعت على حياة الرهبان على الطبيعة .

3 – الباحثون فى شئون الرهبنة من العلماء والمفكرين لكتابة أبحاثهم ودراستهم .

4 – عامة الشعب : كنوع من حب الإستطلاع حيث أن حياة الرهبنة رغم إنفتاح الأديرة على العالم وكثرة الزائرين من العالم للأديرة مازالت مجهولة من الكثيرين وغامضة او سرية على غالبية الناس .

  وكان الآباء الشيوخ يجيبون على هذا السؤال الهام كل بطريقته الخاصة حسبما اختبر هو فى حياته الروحية أو حسبما أستلم من آباء الرهبنة العظام المعتبرين أعمدة .

 فنرى الأنبا بيمن مثلاً يقول : ثلاثة أعمال رأيناها لأنبا بيموا : صوم إلى المساء كل يوم وصمت دائم مع عمل اليدين .

  ونحاول هنا أن نجمع بعض إجابات الأباء عن هذا السؤال حتى نستطيع بنعمة الله أن نكون فكرة ولو باهتة عن طريقة حياتهم وكيفية قضاء أوقاتهم فيما يرضى الله ، ثم بعد ذلك نحاول أن نقتفى آثارهم ونتلمس طريقهم حتى نسير فيه وفى ذلك يقول أرميا النبى :

" هكذا قال الرب : قفوا على الطرق وأنظروا وأسألوا عن السبل القديمة أين هو الطريق الصالح وسيروا فيه فتجدوا راحة لنفوسكم " ( أر 6 : 16 )

 وإذا سرنا فى تلك الطرق القديمة الآبائية سنجدها طرقاً معبدة مضمونة واضحة توصلنا إلى الراحة الأبدية فى ملكوت ربنا .

 فى الأمور العملبة يبحث الناس عادة عن أحدث النظريات العلمية وأخر الإختراعات والإنجازات فهى الأحسن دائماً ، أما فى الحياة الروحية والنسكية والكنسية عامة نحاول أن نبحث عن أقدم الأقوال وأقدم التدابير وأقدم النصوص وأقدم الطقوس فهى الأصح دائماً . 

حمل يوميات راهب