Search

تفسير إنجيل اليوم

ع32-33: استمر المسيح فى اهتمامه بالجموع، سواء بشفاء أمراضهم، أو بتعاليمه الروحية، أو بالرد على أسئلتهم.

مر الوقت دون أن يشعروا، حتى أنهم قضوا معه ثلاثة أيام، ولم يطلبوا طعاما لانشغالهم بكلامه ومعجزاته. ولعلهم قد أكلوا ما خرجوا به من بيوتهم فى اليومين الأول والثانى، وفى اليوم الثالث لم يعد معهم أى طعام، إذ كانوا لا يتوقعون أن يستمروا ثلاثة أيام خارج بيوتهم، ولكن كلام المسيح جذبهم.

المهم أن المسيح قد اهتم باحتياجاتهم المادية، وحدّث تلاميذه بذلك ليمتحن إيمانهم، خاصة بعد أن رأوا إشباع الجموع بالخمسة أرغفة والسمكتين، ولكنهم للأسف فكروا بعقلهم، وليس بإيمانهم، وأعلنوا عجزهم عن توفير طعام لهذه الجموع فى البرية، خاصة وأن غالبية التلاميذ فقراء.

          اهتم بحياتك الروحية واتكل على الله، وثق أن ما يصعب عليك من احتياجاتك المادية سيوفره لك.

ع34: طلب المسيح من تلاميذه أن يبحثوا عن الطعام الموجود مع الجموع، فلم يجدوا إلا سبعة أرغفة وقليل من صغار السمك.

عدد سبعة يرمز للروح القدس الذى يعمل فى الأسرار المقدسة، القادرة على أن تشبع كل احتياجات الإنسان الروحية.

ع35-36: أمر المسيح تلاميذه أن ينظموا الجموع، فأجلسوهم حتى يسهل توزيع الطعام عليهم، ويعاينوا فى هدوء عظمة المعجزة. العجيب أنهم آمنوا أنهم سيأكلون، رغم علمهم بعدم وجود طعام إلا السبعة أرغفة والقليل من صغار السمك، ولكنه الإيمان الذى يرتفع فوق العقل ويؤثر على سلوك الإنسان.

أخذ المسيح الخبز والسمك، وشكر، كما فى المعجزة السابقة، ليعلمنا الصلاة قبل تناول الطعام، وبارك بيده الإلهية، وكسر الخبز وأعطى تلاميذه ليوزعوا منه، وكذا من السمك، على كل الجموع الجالسة على الأرض؛ فالتلاميذ هم كهنة العهد الجديد المسئولون عن توزيع عطايا الله لكل المؤمنين.

ع37-39: أكل الكل، وكان عددهم نحو أربعة آلاف من الرجال، عدا النساء والأولاد. وعدد أربعة يرمز لأركان العالم الأربعة، الشمال والجنوب والشرق والغرب، وعدد ألف يرمز للسماء، أى أن بركة المسيح هى للعالم كله، تشبعه وترفعه للحياة السمائية.

بعدما أكل الجميع، جمع التلاميذ الكسر الباقية، فملأت سبع سلال، ويشير هذا أيضا إلى عمل الروح القدس، فهو يُشبع الكل ويفيض.

وبعدما بارك المسيح الجموع وصرفهم، ركب السفينة فى بحر الجليل، وذهب إلى مدينة تسمى مجدل.

ع1: الفرّيسيّون مختلفون مع الصّدّوقيّين، ولكن خوفهم من المسيح، الذى انجذبت الجموع له وتركتهم، جعلهم يتفقون على تجربته لمحاولة إظهار ضعفه، وإبعاد الجموع عنه. فطلبوا منه أن يصنع لهم معجزة كبيرة، تظهر واضحة فى الجو، أو نازلة من السماء، لتؤكد أنه المسيا المنتظر، مع أنه صنع معجزات كثيرة أمام الجموع. ولكنهم، بكبريائهم وغيرتهم، لم يؤمنوا به، وما زالوا يقاومونه. وظنوا أنه بطلبهم آية كبيرة من السماء، يُظهرون عجزه عن إتمامها، فتبتعد عنه الجموع.

ع2-3: "المساء": ساعة المغرب.

"السماء محمرة": عند الغروب وبدء اختفاء قرص الشمس، تعطى لونا أحمر فى السماء، وكلما كان واضحا، كلما كان الجو صحوا لعدم وجود غيوم تغطى اللون الأحمر.

"محمرة بعبوسة": اللون الأحمر عند الشروق، إذا كان غير واضح لظهور الغيوم، فمعنى ذلك أن اليوم شتاء، وقد تمطر.

"وجه السماء": أى مظاهر الطقس التى تستنتج منها الأحوال الجوية.

"علامات الأزمنة": وهى النبوات التى تتكلم عن المسيح، ثم ظهور يوحنا المعمدان السابق له، وكذلك معجزاته الكثيرة التى لم تظهر قبلا بهذه القوة فى إسرائيل، فكلها تؤكد أنه المسيا المنتظر.

لم يعطهم المسيح معجزة، لأنه لم يأت ليستعرض قوته أمام الناس، بل ليخلّصهم من الخطية. ورد على مجرّبيه بأن الله وهبهم العقل الذى يستطيعون به تمييز حالة الطقس، بوجود شمس مشرقة أو وجود غيم. فإن كانوا قادرين على تمييز حالة الجو، فلماذا لا يهتمون بالأَوْلَى أن يعرفوا النبوات المكتوبة عنه؟! فهذا هو عملهم الأساسى كقادة دينيين للمجتمع اليهودى، فيؤمنون به، ويقودون الجميع للإيمان.

ع4: أوضح المسيح سبب عدم فهمهم، وهو شر قلوبهم وغيرتهم منه. وقد تعلقوا بأنانيتهم وتركوا الله، فصاروا - روحيا - زناة وفاسقين، أى عبدوا كبرياءهم دون الله. وبالتالى، دعاهم للتوبة، إذ قال لهم إنهم غير محتاجين أن يروا آية من السماء، بل ليتذكروا قصة يونان النبى وأهل نِينَوَى، فيتوبوا مثلهم، وحينئذ يسهل عليهم الإيمان به. وتركهم حزينا عليهم، حتى لا يضيع وقته فى مناقشات بلا فائدة.

           لا تنشغل كثيرا بطلبات مادية من الله، واعلم أن احتياجك الأول هو التوبة فتصير نقيا، وثق أنك إذا اهتممت فقط بالتوبة، فالله سيدبر كل احتياجاتك المادية.