Search

بستان الفضائل

بستان الفضـائل

+ الاسقف المحب:

لقد تميز نيافة الانبا يوأنس بالمحبة العميقة التي اتسم بها فلقد امتثل بحبيبه القديس بولس الرسول بولس الرسول الذي قال (( واما غاية الوصية فهي المحبة من قلب طاهر)) (1تي 5:1).

لهذا لانتعجب اذا وجدنا يكتب في بستانه الروحي ج3((حينما نتحدث عن المحبة فانما نتحدث عن اعظم الوصايا الالهية بل الكل مجموعاً في واحد نتحدث عما هو شهي الي قلب الله الذي هو المحبة ذاتها )).

لم يكن نيافته يكتب الا مايحياه فلنتامل كلماته (ان المحبة تربط الانسان بالله وتربطه باخيه الانسان وتربط الفضائل كلها ببعضها وبهذا يصبح الانسان العادي انسان الله حسب تعبير بولس الرسول) (2تي 17:3) ولشدة معايشته لهذه الكلمات كان مشغولاً في ايامه الاخيرة بموضوع انسان الله والقي محاضرة عن هذا الموضوع في ابنائه الشباب الجامعي يوم الخميس 22/10/1987 لقد كان نيافته يشعر ويحيا كلمات يوحنا الحبيب الذي كان يحمل اسمه (( من لا يحب لم يعرف الله لان الله محبة)) (1يو 8:4).

لقد عاش نيافة الانبا يوأنس يسعي للوصول الي غاية المحبة ولهذا نجده في كتابه بستان الروح ج3 – مجيباً عن تساؤل عما هي نهاية محبة الانسان لله التي ظل يغذيها ويضرمها حياته كلها بالجسد علي الارض....؟- يقول ان النهاية السعيدة هي حضور عشاء عرس الحمل ((وقال لي اكتب صوبي للمدعوين الي عشاء عرس الحمل)) (رؤ9:19).

ويستطرد في وصفه لعشاء عرس الحمل فيصفه بانه يفوق تعبير الكلمات والافكار ان كل الفرح والسعادة في هذا العالم لايقارنا بعشاء عرس انه مهرجان المحبة العظيم ويصف العروس (النفس البشرية) بقوله (لقد وصلت العروس الي اخر محطة وهي تستقل قطار السماء انها المحطة العظمي محطة المحبة..).

حقاً لقد راينا في شخص نيافته المحبة التي تكلم عنها كثيراً المحبة التي تتاني وترفق بالرعية لان ((طول الروح هو فخر القديسين )) فاستطاع ان يكون رابحاً لنفوس كثيرة فاستطاع ان يكون رابحاً لنفوس كثيرة راينا محبته بلا تميز بين كبير او صغير بين غني اوفقير محبة عاملة كانت وصيته دائماً ان نتسم بالمحبة حتي مع غير المؤمنين فان المحبة تستطيع ان تحول الاعداء الي اصدقاء .

لقد كان يحمل قلباً مفعماً بالمحبة فعاش يتغني طوال حياته بانشودة الحب ويعلمها للناس وبهذا استطاع ان يكسب قلوب الجميع .

كان نيافة الانبا يوأنس يعتبر ان افضل تعليم يجب ان يتعلمه من يلازمه او يتعامل معه انما هو المحبة لان الله محبة وتكفي كلماته التي قالها في عظة عن المحبة في حياة وتعاليم بولس الرسول عشية عيد الرسل 1987 للدلالة علي ذلك لقد قال (لقد اعطاني –القديس بولس الرسول- لساناً هو لسان المحبة الذي قرات عنه في الاصحاح 13 من رسالته لاهل كورنثوس فمقياس بولس الرسول في الاصحاح هو مقياس المحبة لايكفي ان اتكلم بالسنة الملائكة – اي يسبح – وليس لي محبة لاني اصير نحاساً يطن او صنجاً يرن ولهذا نجد السيد المسيح حينما يتكلم ويصور يوم الدينونة الاخير وكيف سيدين العالم يقول ((تعالوا يا مباركي ابي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تاسيس هذا العالم لاني جعت فاطعمتموني عطشت فسقيتموني كنت غريباً فاويتموني عرياناً فكسوتموني مريضاً فزرتموني محبوساً فاتيتم الي )) (مت 34:25-36) كل هذه اعمال محبة لم يتكلم عن صلاة او صوم لان الذي يفتقر للمحبة لايستطيع ان يصلي من قلبه ولا ان يصوم صوماً مقبولاً ولايستطيع ان يعمل عملاً مقبولاً امام الله ابداً ).

هكذا كان ينظر للمحبة وهكذا كانت كلماته الاخيرة في لقاء بالاباء كهنة طنطا خلال زيارة محبة لاحد الاباء قبيل انتقاله بعشرة ايام قال (اذا كان مفيش عندي اي فضيلة لكن اظن ان عندي محبة ) . نعم يا ابانا لقد راينا فيك المحبة وعرفناك قلباً مفعماً بالحب والحنو والعطف لقد كان محباً للجميع فحبه الجميع وجاء موكب نياحته خير دليل علي محبة هذه الالوف لمن عاش وسطهم محباً لهم باذلاً نفسه لاجلهم .

ولعل خير مانختم به حديثنا عن ذلك الاسقف المحب هو الحديث عن محبته للفقراء لقد كان قلبه يفيض حباً لاخوة الرب.. كان شعاره قول يعقوب الرسول ((الديانة الطاهرة النقية عند الله الاب هي هذه افتقاد اليتامي والارامل في ضيقتهم وحفظ الانسان بلا دنس من العالم )) ( يع 27:1) وكان له عبارته المشهورة التي يرددها للخدام ( انا مش مسامحكم اذا كنتم تعرفوا انساناً محتاجاً ولا تخبروني..انا علي استعداد ان اخلع فراجيتي واعطيها لانسان محتاج ) هكذا كان ابونا الاسقف يحمل احشاء رافات ولطف وتواضع ووادعة .

+ الايمان بصدق مواعيد الله:

لعل من السمات البارزة في شخصية حبيبنا نيافة الانبا يوأنس هي ان ياتي حديثه معبراً عما يومن به ويحياه فحينما تكلم نيافته عن الايمان قال : (بالحق فانه لايوجد ماهو اثمن من الايمان لان به نقترب الي الله بل ونرتبط به .. وبه يسكن المسيح في قلب الانسان "ليحل المسيح بالايمان في قلوبكم" (اف 17:3)) حقاً كان يسكن السيد المسيح في قلبه ولذلك كان يؤمن بصدق كلماته "كل ماتطلبونه حينما تصلون فامنوا ان تنالوا فيكون لكم " (مر24:11).

كان لديه الايمان والثقة الكاملة بتحقيق مواعيد الله والاستجابة لما يطلب كان نيافته يعلمنا ان نلجأ الي الله ونضع امامه احتياجاتنا ونؤمن انه صادق في مواعيده لان الايمان هو ثقة مطلقة في الله وكلامه واعلاناته.

ولقد لمسنا في شخصه المبارك ثمار الايمان التي كان يعلمنا اياها بكلماته وراينا ولمسنا:

  • §حياة التسليم:
  • حياة السلام والفرح:

لقد كانت ثقة نيافته بمواعيد الله وعنايته تجعله يسلم حياته كلها لله الذي يقول "بدوني لاتقدرون ان تفعلوا شيء" (يو5:15). لقد راينا نيافته يحيا حياة التسليم الكامل فقبيل سفره الي لندن لاجراء العملية كنا نسمع كلماته (لتكن مشيئة الله) وكذلك بعد اجراء عملية القلب رغم استمرار معانته من الالم ولعل كلمات نيافة الانبا موسي تعبر عن ذلك حين يقول (لم ار في حياتي من تالم قدر ما تالم نيافةالانبا يوأنس !! مدة طويلة وامراض متعددة مضنية وقد تحمل كل ذلك في صبر نادر وشكر عجيب وثقة كاملة ) ولن ننسشي اننيه وتوجعه من شدة الالم بينما كان يعالج من مضاعفات حدثت له بعد عملية القلب في كل هذا لم نر نيافته يوماً يشكو بل كان يقول في تسليم كامل (اشكر الرب علي هذا الصليب ) متشبهاً بالقديس بولس الرسول الذي يقول "تضرعت الي الرب ثلاث مرات ...فقال لي تكفيك نعمتي لان قوتي في الضعف تكتمل" (2كو 8:12-9) .

حقاً لقد كان يحيا مايكتبه فهو الذي كتب (ان حياة التسليم الكامل-بدون ادني مبالغة-هي حياةالكمال المسيحي ففيها يكون الله هو العامل بالانسان وفيه )

لقد اثمرت حياة الانبا يوأنس بثمار الروح القدس التي منها السلام والفرح "فاذ قد تبررنا بالايمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح الذي به ايضاً قد صار لنا الدخول بالايمان الي هذه النعمة التي نحن فيها مقيمون " (رو1:5-2) كان رسولاً للسلام لانه خادم ملك السلام ورئيس السلام الرب يسوع لهذا كان نيافته يري ان الايمان بالله وبعنايته يمنحنا السلام والفرح ولقد كنا نشعر بسلام عجيب حينما نجلس معه وننصت اليه نشعر بالفرح يملأ قلوبنا كان لابتسامة نيافته رنيناً مفرحاً وكان تعبيره الدائم ان السلام والفرح هما من مواهب الروح بل يردد انهما الثمرتان الحلوتان من ثمار الايمان .

لم يكن يحب ان يري احداً من اولاده معبس الوجه بل يظل يسال بالحاح ليعرف السبب ويجتهد ان يخفف منه او يزيله كانت بشاشته تجعله رابحاً حكيماً لنفوس كثيرة .

+ رجل الصلاة والدموع:

حينما كتب نيافة الانبا يوأنس عن الصلاة علمنا انها مفتاح السماء وشفاء السقماء وحفظ الاصحاء وانها سلاح بتار ومعين جبار وشفيع ذو اقتدار وهي ميناء امين وكنز ثمين وعمل الروحانين بل واكد نيافته انها اداة اقتراب الانسان من الله فكانت له عبارته الخالدة ( الصلاة هي تعبير عن حب الانسان واشواقه الي الله بها نتجه الي الله الحي في السماء ).

كان له الايمان بان الصلاة "تقتدركثيراً في فعلها" فقد كان محباً للصلاة وكنا نشعر بتلك القوة العجيبة التي تلازم نيافته حينما يقف علي المذبح فلم نكن نصدق ان نيافة الانبا يوأنس الذي اجريت له عملية بالقلب هو نفسه الذي يصلي خاصة حينما يصلي العبارة (القدسات للقديسين) ويرتفع صوته كانه ينشد للسماء نعم فقد كان يؤمن ويعلمنا ان هناك ارتباطاً بين اللفظ واللحن والمعني ويشرح ذلك بمثال عن عبارة الكاهن (ونظر الي فوق ’Afjo]’t ep]wi) بانها تقال بطريقة بحيث يعلو اللحن تدريجياً حتي يتمشي مع تعبير ونظر الي فوق.

كنا نلمس محبته للصلاة خلال سهرات كيهك الطويلة وهو يقف لكي يردد مدائح القديسة مريم التي احبها حباً شديداً وشاءت العناية الالهية ان يسام في يوم عيد دخولها الي الهيكل فجاء الي الغريبة لكي يجعل من القلوب هيكلاً لائقاً لسكني السيد المسيح له المجد .

كان يردد دائماً انه لايريد ان يحرم من خدمة القداس (مهما كنت متعباً لااريد ان احرم من القداس والذبيحة) لم يتوان حتي اخر لحظة عن ان يرفع بخور باكر وكان يعتبره كاعداد او تهيئةلخدمة القداس الالهي بل احياناً كثيرة كنا نصل للكنيسة فنجده يصلي ذكصولوجية باكر التي كان يعتبرها بمثابة تحية الصباح التي يحي بها سحابة الاشهداء والقديسين .

ليس عجيباً او غريباً علي نيافته ان يكون رجل الصلاة فهو الذي قال انها سر النصرة والوسيلة لنيل البركات.

اما عن الدموع فقد كتب عنها (انها السلاح الذي لا يقهر) "حولي عني عينيك فانهما قد غلبتاني كثيراً" كثيراً ماكنا نراه باكياً اثناء القداس وتترقرق عيناه بالدموع فهو يرفع قلبه بالطلبة عن شعبه مؤمناً ان (الدموع هي الوسيلة لنيل الطلبات من الرب بالتذلل).

لقد فارقنا بالجسد ليحيا حياة التسبيح الدائم في السماء يرنم مع الاربعة وعشرين قسيساً بغير انقطاع يتبع الحمل مع الاطهار حيثما يذهب.

+ صديق القديسين والشهداء :

ليس غريباً علي نيافة الانبا يؤانس ان يتشفع كثيراً بالقديسين والشهداء فهو كاتب (الاستشهاد في المسيحية) والذي عرض فيه لقصص بطولات هولاء الشهداء في اعجاب قائلاً (شهية جداً هي سير الشهداء وقصص بطولاتهم وتضحياتهم وروحانيتهم ) ويتكلم عن التشفع بالشهداء قائلاً (هذه عقيدة ايمانية انجلية تمسكت بها ومارستها الكنيسةالجامعة منذ البداية ايماناً بالصلة القائمة فعلاً بين اعضاء جسد المسيح الواحد بين الذين مازالوا يجاهدون علي الارض والذين انطلقوا ظافرين الي السماء ).

لقد كان يؤمن بهذه الكلمات ويرتبط بهم خاصة القديسة الطاهرة مريم التي كان يحلو له ترديد مدائحها وكذلك لحن الاوتار العشرة خلال صومها وفي اعيادها ومعها حبيباه القديس بولس الرسول والشهيد مارمينا العجائبي .

لقد عاش نيافته حبيباً لسحابة الشهود احبهم واحبوه وتعامل معهم عن قرب كانهم حاضرون معه علي الدوام وكان يهتم باجساد القديسين وتطيبها واقامة المزارت اللائقة بهم وكان شديد الحرص علي حضور اعيادهم في الكنائس التي تحمل اسماءهم وخاصة عيد القديسة رفقة بسنباط وعيد الشهيد ابانوب بسمنود وكذلك عيد الشهيد مارمينا بديره بابيار وما اسعد تلك اللحظات التي كنا نري نيافته فرحاً وهو يطيب رفات القديس بولس الرسول التي احضرها من الخارج وبني له مزاراً لائقاً به.

vالوديع والمتواضع القلب :

لقد كتب نيافته عن الاتضاع (انه حياه يحياها الانسان بين نفسه وبين الله فيها يشعر الانسان بانه عدم ولاشيء بل اقل من لاشيء وان كل ما فيه من حسن وخير هو من الله وانه بدونه تعالي تراب وظلمة وشر ).

ووصفه بانه اساس جميع الفضائل لقد تحلي نيافته بالاتضاع فكان الصفة المميزة لنيافته حتي انك لا تشعر حينما تتكلم معه انك لا تتحدث مع اسقف بل مع اب حنون فبالرغم من هيبته ووقاره الا ان بساطته ووداعته تجعلك تشعر انك امام انجيل مقروء تقراء فيه كلمات السيد المسيح "تعلموا مني لاني وديع ومتواضع القلب " ولقد تحلي نيافته بهذه الوصية وحفظهافبالرغم من اتشاحه بكثير من الفضائل بل كان عزوفاً عن سماع الالحان والقطع التي تقال في حضور الاباء الاساقفة اثناء تواجده بالكنيسة عرفناه بسيطاً يخجل من المديح بل ويهرب منه.

لقد كان ابونا الحبيب – علي قدر حكمته ورجاحة رايه – علي استعداد ان يسمع لاي راي ويزنه في حكمة الشيوخ ويردد عبارته الشهيرة ( انا انصت لصوت الله جيداً فقد ياتي الي علي لسان اي انسان).

+ الخادم الملتهب :

ماذا نقول عن ابينا الاسقف الخادم الملتهب الذي اتخذ من كلمات بولس الرسول شعاراً له "انا تعبت اكثر منهم جميعاً ولكن لا انا بل نعمة الله التي معي" (1كو10:15).

لقد كان نيافته خادماً غيوراً تمثل بالقديس بولس الرسول في كرازته مردداً معه "من يضعف وانا لااضعف من يعثر وانا لا التهب "(2كو29:11).

ولا يوجد مجال للخدمة لم يخضه نيافة الانبا يوأنس كان يعظ ويعلم وكان يؤلف الكثير من الكتب في مجالات متعددة وكان مواظباً علي افتقاد شعبه والسوال علي كل فرد باسمه حتي ان كل شخص كان يعتقد انه يعرفه معرفة شخصية ووثيقة وبجوار كل ذلك كان حريصاً علي الاستمرار في اقامة جميع الطقوس والمناسبات في دقة وعلم وروحانية بل واحياء كثير من الطقوس التي كانت مهملة قبلاً عمل علي قدر ماتستطيع بل وفوق مايستطيع فوق احتمال قلبه الجسدي المريض .

والحقيقة انه كان ينظر للسيد المسيح كمثل اعلي في الخدمة وكثيراً ماتكلم عن هذا الموضوع كان يخدم خدمة البذل لم يكف عن اجتماعه الاسبوعي بمدينتي طنطا والمحلة الكبري حتي في اقصي حالات مرضه وكان يسمع لانين المتعبين ويسعي لاجل راحتهم والتخفيف من الامهم رغم متاعبه الجسدية لم يكف عن عمل الرعاية في افتقاد شعبه وفي زيارة المرضي وفي مواساة الحزاني وفي مشاركة ابنائه افراحهم كاي اب يشارك ابناءه مشاعرهم .

لقد كان يشعر ان الخدمة في اي صورة من صورها هي تعبير عن حب وبقدر ما يكون الحب كبيراً بقدر ما تكون الخدمة اصيلة وغير مغرضة وعظيمة والخدمة السلمية في اي صورة من صورها لاتستهدف الا صالح من نحب وبقدر ما تظل الخدمة في هذا الخط بقدر ما تكون مقبولة ومثمرة وهذا هو ما نهجه نيافته خلال حباته كخادم كان يخدم بحب كبير فاثمرت خدمته كثيراً واستحق ان يهتف مع بولس الرسول قائلاً "قد جاهدت الجهاد الحسن اكملت السعي حفظت الايمان واخيراً قد وضع لي اكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل " (2تي7:4-8).

واخيراً ماذا نقول عن نيافته وماذا نعدد ايضاً من فضائله ؟ اننا لم نعرض هنا الا القليل منها نستطيع ان نقول انه عاش البستان الذي كتبه بل كان هو بستاناً يانعاً تنوعت وتعددت الفضائل التي اثمرت فيه فاعطت ثماراً شهياً في منظرها وجوهرها لم تكن فضائله مجرد ظواهر خارجية يحاول صاحبها ان يكتسبها ولكنها كانت فضائل حقيقية نابعة من اعماق نفسه ومتغلغلة في كل جوانب حياته اكتسبها من معاشرته الطويلة مع الهه الكامل الذي استنار به كشمس البر ونقل له نوره الالهي في صورة فضائل معاشة في حياته فكم يصعب علينا ان نحصي كل هذه الفضائل التي تحل بها ولكننا حاولنا – علي قدر ما نستطيع – ان نقترب منها لنتخذ لنا درساً عملياً نستفيد به في حياتنا حتي يعيننا الرب كما اعانه لنكمل غربتنا علي الارض في محبة ومخافة الله .