Search

نياحة القديس إبراهيم المتوحد

نياحة القديس إبراهيم المتوحد

في مثل هذا اليوم أيضا تنيج القديس إبراهيم المتوحد . ولد بمدينة الرها من بلاد ما بين النهرين في بداية القرن الرابع الميلادي من أبوين مسيحيين تقيين فشب على حياة التقوى محبا للعبادة وأشتاق إلى حياة الرهبنة وطلب كثيرا إلى الله أن يدبر أمر خلاصه فسكن في مغارة في الجبل القريب من مدينته وظل أهله يبحثون عنه فوجدوه في المغارة فأرادوا أن يأخذه معهم فرفض وطلب منه أن لا يزوروه مرة أخرى . بعد مدة أغلق مغارته وترك فيها طاقة صغيرة يتنأول منها طعامه وظل في هذه الوحدة نحو خمسين عاما فكان مثالا للمتوحدين بسيطا للغاية في معيشته .

كان بالقرب منه قرية مملوءة بالوثنيين الأشرار ولم يستطع أحد من المسيحيين أن يدخل إليها ليبشر أهلها بالسيد المسيح فطلب القديس يعقوب السروجي أسقف المنطقة من القديس إبراهيم المتوحد أن يذهب إلى القرية ويبشر أهلها بالسيد المسيح فشعر بدافع قوي لهذه الخدمة . فخرج من مغارته ودخل إليها وبدأ ينادي بالسيد المسيح فأضطهده الوثنيون وضربوه بقساوة وطردوه خارج القرية . ظل خارج القرية يصلي إلى الله لكي يفتقدهم برحمته فاستجاب الله صلاته وحرك قلوبهم فذهبوا اليه فوعظهم بكلام الحياة الأبدية والإيمان بالرب يسوع المسيح فتأثر بعضهم وطلبوا منه الصفح عما أساءوا اليه وظلوا يسمعون منه كلام الحياة حتى آمنوا باسم المسيح وطلبوا العماد . فأرسل إلى الأسقف برغبة أهل القرية فأتى وعمد منهم عددا كثيرا وظل القديس إبراهيم يعلمهم ويثبتهم في الإيمان مدة من الزمن وأخيرا عاد إلى مغارته ليستأنف حياة الوحدة مرة أخري . كان لأخيه ابنة اسمها مريم مات أبواها وتركاها وحيدة استطاع الشيطان أن يسقطها في الخطية فاستطاع بمعونة الرب أن يعيدها إلى حياة التوبة وسكنت في مغارة مجاورة لمغارته وسارت سيرة رهبانية حسنة . ولما أكمل القديس إبراهيم سعيه الصالح رقد في الرب بالغا من العمر 85 عاما . بركة صلواته فلتكن معنا ولربنا المجد دائمًا أبديا آمين .