عيد تذكارصعود جسد العذراء

عيد تذكارصعود جسد العذراء

عيد تذكارصعود جسد العذراء 16 من مسرى فى السادس عشر من شهر مسرى والموافق حاليا الثانى والعشرين من شهر اغسطس تحتفل الكنيسة بفطرصوم عيد السيدة وهو عيد صعود جسد العذراء محمولا على اجنحة الملائكة .. لقد ماتت العذراء كما يموت كل بشر وقد اوفت فى يوم وفاتها كما تذكر بعض مصادرنا الكنسية – ثمانية وخمسين عاما وثمانية شهور وستة عشر يوما (16 يوما و8 شهور و58 سنة وقبل موتها مرضت مرضا خفيف أعلن فيه مخلصنا لها ان أيامها قاربت على نها يتها ولسوف يضع الموت حدا لآلامها الكثيرة التى عانتها فى حياتها وخصوصا من اليهود الذين أساؤا معاملتها .. واضطهدوا ولم يدعوها فى راحة وكل جريمتها عندهم انها التى ولدت المسيح الذى نغص حياتهم وجلب عليهم المتاعب . ووعدها له المجد انه عندما تلفظ انفاسها سيجىء بنفسه اليها ليتسلم روحها الطاهرة بيده الالهية الكريمة..

وجاءت الساعة المباركة وحضرها الآباء الرسل الآطهار والغائبون منهم فى أماكن وبلاد بعيدة عن اورشليم حملتهم السحب وجاءت بهم الى حيث العذراء  ام النور راقدة على فراشها كما حضرها عذارى جبل الزيتون وهن البنات الابكار اللائى أتخذن العذراء فى حياتها رائدة لهن يتبعنها ويلا زمنها يصلين ويصمن ويرتلن معها فى طهارة ونقاء وقداسة وحضرها ايضا عدد من المؤمنين فمدت العذراء الطهور يدها وباركت التلاميذ وودعتهم وبغتة تجلى رب المجد يسوع المسيح فى نور إلهى سماوى يحف به الملائكة ورؤساء الملائكة بقيادة ميخائيل رئيس جند الرب وتقدم الرب يسوع الى امة العذراء وعزاها وقواها واعلنها بسعادتها الدائمة ثم إذا خرجت روحها خروجا طبيعيا من جسدها . تسلم الرب روحها بيده الالهية الجليلة واعطاها لميخائيل رئيس جند الملائكة وصعد هو بجلاله ومعه ملائكتة ورؤساء ملائكتة عندئذ تقدم التلاميذ الآطهار وكفنوا جسد سيدتهم وأودعوها تابوتا وخرجوا بالجسد المسجى فى التابوت ووجهتهم الجثمانية قريبا من بستان جسيمانى الذى شهد ليله الام الفادى وبالقرب ايضا من جبل الزيتون لكن اليهود الاردياء وقد علموا بموت العذراء مريم لم يرق لهم ان يدعونا التلاميذ يدفنوها كما يدفن اى انسان فاعترضوا طريق التلاميذ فى مظاهرة شيطانية قاصدين ان يخطفوا جثمان العذراء ليطرحوه على الجبال ماكلا للوحوش وطيور السماء وبلغت الحماسة والجراة بأحدهم ان أندفع بوقاحة وشر وشراسة وامسك  بالتابوت فى قوة ولكن امرا عجيبا حدث فإن ذراعى الرجل الشرير انفصلنا من جسده فقد ضربه رئيس الملائكة ميخائيل  بسيفة فصرخ يتلوى وأستغاث بالتلاميذ باكيا نادما فصلى الرسل الاطهار علية مستغفرين له مستشفعين بالعذراء أم الخلاص فعادت ذراعاه إليه فتراجع مخذولا ويفيدنا تقليد الكنيسة كما نقلة إلينا القديس البابا كيرلس الآول المعروف بعمود الآيمان  ( 444:412 ) م أن هذا الرجل الشرير واسمه ( ثاوفينا ) كان هو بعينة المفلوج الذى شفاه المسيح له المجد بعد أن راه مطروحا على بركة بيت حسدا وكان مريضا لمدة ثمان وثلاثين سنة  ولكن المسيح بعد ان شفاه قال له ها انت ذا قد برئت فلا تعد الى الخطية لئلا يصيبك ما هو أسوا ( يوحنا 14:5)  ولم ينتفع الرجل بنصيحة الرب له ولم يتعظ بانذاره فعاد  إلى الخطية

من جديد كما يعود الكلب الى قيئه ( 2 بطرس 22:2)

( امثال 11:26) وتنكرللسيد المسيح الذى شفاه وأحسن إليه وأندفع بشراسة وهجم على تابوت العذراء أم المخلص ليسىء إلى جثمانها ولكن الرب تدخل فى الوقت المناسب وفصل رئيس الملائكة بسيفه يديه من جسمه حتى عاد يصرخ باكيا نادما ولعله انتفع من هذا الدرس القاسى الذى كان له من ان ياخذه فيرتدع

وبعد هذه الواقعةالعارضة تمكن التلاميذ القديسون من حمل جسد سيدتهم ودخلوا به الجثمانية ووضعوه فى القبر الذى مازال قائما الى اليوم وأغلقوا عليه لكن التلاميذ لم يستطيعوا مغادرة المكان بعد الانتهاء من مراسم الدفن والجنازة ذلك لان اصوات الملائكة لم تنقطع عن التسبيح والترتيل لمدة ثلاثة ايام بمواصلة فلما صمتت الاصوات السمائية راى التلاميذ فى ذلك رخصة لهم بترك الجثمانية والعودة إلى أماكنهم واستئناف خدمتهم الروحية خرجوا من الجثمانية غافلين وبعد أن قطعوا فى الطريق مرحلة أبصروا زميلهم وشريكهم فى الخدمة الرسولية القديس توما وقد نزلت به السحابة التى حملته من بلاد الهند قادما فى اتجاههم وفى اتجاه الجثمانية فعتبوا عليه تأخيره عن الحضور وأنباؤه باخبار موت العذراء وما صاحب موتها من أحداث روحانية وكيف حضر المسيح سيدهم ومعلمهم موت والدته الطوباوية وتسلم بيده الالهيه روحها القديسة وعاد الى السماء والى عرشة  الى هنا والرسول توما صامت يصغى الى أحاديث رفقائه وزملائه ولم يقاطع كلامهم فلما فرغوا من ذلك  سالهم ان يعودوا معه الى الجثمانية ليشهد بنفسه جسدها ويتبارك منه كما تباركوا هم منه ولكى يكن هو ايضا على يقين مما حدث وليس من سمع كمن رأى ولا سيما أنه ذلك التلميذ الذى قال له التلاميذ الآخرون إننا قد راينا الرب

( يسوع بعد قيامته ) فقال لهم إن لم ابصر فى يدية أثر المسامير واضع  فى موضع المسامير  إصبعى واضع يدى فى جنبه لاأؤمن ( يوحنا 25:24:20 ) فلم ير التلاميذ بدا من النزول على رغبة زميلهم وشريكهم وعادوا معه الى الجثمانية وفتحوا القبر ولدهشتهم التى كادت تصعقهم لم يجدوا جثمان العذراء ... وانما خرج بخور عطرى جميل ملا جو المكان بعبيره المنعش الروحانى اما هم فتوقعوا ان يكون اليهود قد اعادوا الكرة وجاؤا بعد ذهاب التلاميذ وأخذوا جسد العذراء وصنعوا به ما قصدوا إليه فى مبدا الامر . هنا تدخل التلميذ الامين توما الرسول وقال اطمئنوا يا أخواتى ليس اليهود هم الذين سرقوا جثمان سيدتنا ام فادينا لكن هى ارادة الله التى ابت على هذا الجسد الطاهر وقد صار سماء ثانية سكن فيهاالرب تسعه اشهر كاملة ومنه من لحمه ودمه اتخذ له جسدا كاملا ولد به وظهر بين الناس ومنه رضع واغتذى .. ابت على هذا الجسد المقدس والتابوت السماوى  ان يظل على الارض عرضة للتعفن والفساد وان يكون موتلا للدود والحشرات لذلك أكرمه الله فرفعه إلى السماء على اجنحة الملائكة وأنا توما أخوكم وشريككم فى الام المسيح وصبره رأيت بعينى رأسى هذا الجسد الطاهر الكريم محمولا على اجنحه الملائكه على جبل اخميم فى صعيد مصر وانا محمول على السحب قادما من بلاد الهند فأذهلنى المنظر الروحانى فإذا بأحد الملائكة ينادينى ما بالك هكذا منذهلا مبهوتا مبهورا تقدم وتبارك من جسد العذراء البتول فأسرعت ولمثت جسد العذراء وتباركت منه ونلت كرامة جزيلة بان حملت معى برخصة السماء زنار العذراء التى كانت تتحزم به وتلم ثوبها وأنصت التلاميذ الى شهادة زميلهم فى فرح ممزوج بالانبهار والدهش وقالوا إذن كانت اصوات الملائكة التى لم تنقطع إلا فى اليوم الثالث لموت العذراء تنتظر اللحظة المباركة التى يبدا بها رحلتهم بالجسد المقدس الى السماء وتقول مصادرنا الكنسية ان الاباء الرسل صاموا وصلوا فوعدهم الرب بأن يروا بعيونهم جسد العذراء مرة اخر وفى اليوم الذى نحتفل فيه بفطر صوم عيد السيدة ويقابل فى تقويمنا القبطى السادس عشر من شهر مسرى كان الوفاء بالوعد المقدس فرأى التلاميذ الآطهار جسد العذراء فتحققوا من أنه أصعد إلى السماء وأنه محفوظ فى الفردوس الى يوم القيامة العامه وعلى ذلك فالسادس عشر من مسرى ليس هو فى الواقع اليوم الذى صعد فيه جسد العذراء محمولا على اجنحة الملائكة ولكنه اليوم الذى بر المسيح بوعده فأرى تلاميذه جسد سيدتهم فتحققوا من صعوده ومن وجوده فى الفردوس فصارت الكنيسة تعيد بالصعود لافى اليوم الحقيقى للصعود بل فى اليوم الذى تثبت فيه التلاميذ من حقيقة الصعود أما موعد الصعود فكان فى اليوم الثالث لوفاتها .ولما كانت كنيستنا تعيد لموت العذراء ونياحتها فى اليوم الواحد والعشرين من شهر طوبة القبطى فيكون الصعود قد تم بالفعل فى اليوم الثالث  مليمترات وظل مدة طويلة مخبوءا حتى عثر البطريرك الآنطاكى المتنيح مارأفرام محفوظا فى صق وقد عرضوه على وزارة الآثار السورية فشهد العلماء والخبراء بأن هذا الزنار قديم وأنه يرجع إلى الفى عام وكل من يذهب الى حمص يمكنه أن يرى هذا الزنار موضوعا على مذبح الكنيسة هناك معلقا عليه فى دائرة زجاجية محكمة ويمكنة  أيضا ان يحمل معه صورة من شهادة وزارة الآثار السورية وقد تمكن كاتب هذه السطور من زيارة الكنيسة فى حمص ومن التبرك بالزنار المقدس وذلك فى أول أغسطس –أب لسنة 1969