تقرأ بعد انجيل قداس يوم الأربعاء من الأسبوع السادس من الصوم الكبير
تقرأ بعد انجيل قداس يوم الأربعاء من الأسبوع السادس من الصوم الكبير
تتضمن الحث على الصفح وترك الحقد . والتهاون بالأمور الحاضرة والاهتمام بالمنتظرة .
مرتبه على ذكر إحسانه تعالى لليهود الذين تعدوا عليه بارساله الرسل لخلاصهم :
( لو 1 : 45 - 52 )
فلنمت يا احبائى عن الاعداء نضلا عن الاحياء . فقد وجب هذا علينا . لكن لاجل ضعفنا فلا أقل من أن نحسن إلى من يسئ الينا . ومن كان ذا قساوة . فلا أقل من أن لا ينتقم ولا يشفى . لأن هذه الامور لم تكتب غلا لتأديبنا . ولنتشبه بمحب البشر فى فعل الصلاح حسب إمكاننا . فإنه رماهم على ظهورهم فقط لينتبهوا ( يو 18 : 3 – 6 ) . ورد أذن العبد وخاطبهم برفق ودعة وسار إلى القتل ( لو 22 : 47 – 54 ) وصرخ على الصليب : " يا أبتاه أغفر لهم لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون " ( لو 23 : 34 ) . وأظهر أشياء كثيرة لخلاصهم . فرد شعاعا الشمس ( مت 27 : 45 ) وصدع الصخور ونشر الموتى ( مت 27 : 51 – 53 ) وأخاف بيلاطس الديان بأحلام أمرأته ( مت 27 : 19 ) . وغير ذلك .
ولما قام دعاهم أيضا برسله حتى صار من أطاع وآمن به من صالبيه وقاتليه أبناء الله .
فلننظر مقدار بعدنا ممن أمرنا أن نتشبه به فى فعل الخير لعلنا نذكر على نفوسنا محاربة من بذل المسيح نفسه فداء عنه . وهو له المجد بذل نفسه عن العالم كله لأن سيد الكل . فما بالنا لا نستريح من الإنفعال بالغيظ ونصفح للوقت لننال الثواب قبل أن يحل الزمان غضبنا فلا نثاب . بل ونعاقب . إذ أن ما فعله الزمان لم تفعله لأنت طاعة الله تعالى . انظر . إن الله يسره أن ترحم من عاقبه هو . وقد عاقب أيضا الذين شمتوا بمن عاقبهم هو بواجب . ونحن على أننا أشرار نفعل كذلك . لأننا إذا عاقبنا عبدا . فإذا رأينا واحدا من المشاركين له فى العبودية ضاحكا شامتا نقلنا فعل الغضب إليه . وقد اهتم الله بهذا فقال : " لا تنتقم ولا تحقد على أبناء شعبك " ( لا 19 : 18 ) مع أنه قد سمح فى العهد القديم بالقصاص : العين بالعين والسن بالسن ( خر 21 : 24 ) .
فإن قيل ومع هذا فلم يلوم هناك على الحقد ؟ قلت لأنه سمح بذاك لا ليفعل بعض ببعض . لكن حتى من فزع الألم يتجنب الإقدام على ذلك . وأيضا فإن هذا القصاص غضب وقتى . والحقد شر ثابت فى النفس . ولهذا أقول إن الحقود فى العاجل يعاقب نفسه أكثر من الذين يحقد عليهم . فإن تفلسفنا فسنستريح فى العاجل . وسنغنم فى الآجل . لأن ماذا يصيب المتهاون بالمال وبالأمور الحاضرة الذى ينتظر القيامة وينظر دائما إلى الأمور المتوقعة والمنتظرة فى الآخرة .
فسبيلنا أن نترك الرأى الصبيانى ونجتهد فى طلب الأفضل . فإن السيد المسيح يريد أن نكون كاملين ( مت 5 : 48 ) وهكذا أمرنا بولس الرسول قائلا : " كونوا كاملين فى فكر واحد ورأى واحد " ( 1 كو 1 : 10 ) . ولا تكونوا أولادا فى أذهانكم . بل كونوا أولادا فى الشر . وأما فى الأذهان فكونوا كاملين " ( 1 كو 14 : 20 ) . ولنهرب من الرذيلة ونطلب الفضيلة . لنفوز بالخيرات الدهرية . بنعمة ربنا يسوع المسيح الذى له المجد إلى الأبد . آمين .