Search

تقرأ بعد انجيل قداس يوم الأربعاء من الأسبوع الخامس من الصوم الكبير

تقرأ بعد انجيل قداس يوم الأربعاء من الأسبوع الخامس من الصوم الكبير

تتضمن الحث على الصدقة .

مرتبه على فصل الانجيل الوارد به مثل شجرة التين :

( لو 13 : 6 - 9 )

     إذا كان ربنا له المجد ضرب لنا المثل بشجرة التين العديمة الثمر . و أوضح لنا بأن الرب الكرم لما لم يجد فيها ثمراً أمر بقطعها . فكيف يكون جوابنا له نحن المهملون لأوامره ؟ وقد تكررت أقواله علينا و وصاياه لنا مدة عمرنا ومع كل ذلك فنحن غافلون مهملون متوانون . فلا نرجع عن سوء أعمالنا بوعيده لنا وتبكيته لأعمالنا . وقد خاطبنا بذاته . وأظهر لنا سر القيامة . ووعدنا بالملكوت . وأعد لنا الحياة الدائمة . وفضلنا على الحكماء والفلاسفة .

     فما بالنا هكذا متهاونين معرضين متغافلين ؟ وكيف لا نتيقظ من نومنا ونفكر بعقولنا . ونعلم أننا فى البلاد الغربية مقيمون . وبأثواب المسكنة مستترون . وعن قليل عن أوطاننا راحلون . وإلى مساكننا مسافرون ؟ ونحن إلى الآن عن حمل أموالنا غافلون . وعن نقل أمتعتنا إلى هناك ذاهلون .

     وإذا كان الذين يعزمون على الارتحال من البلاد الغريبة إلى أوطانهم يتكلفون مصاريف السفر الباهظة . ويقاسون أتعاباً كثيرة قبل أن يجدوا أموالهم فى منازلهم سالمة من الآفات وحيل السراق . فما بالنا نحن نهين الذين ينقلون لنا أموالنا بلا تعب ولا مشقة فى الطرقات السالمة . وبغير أجرة ولا زاد . ونردهم من بيوتنا خائبين خاسرين ؟

     فإن قلت يا هذا . وأين هؤلاء الذين يفعلون معنا هكذا ؟ . أجبتك إنهم الأيتام والأرامل والفقراء والمساكين والمنقطعون والبائسون والأسرى . وأمثال هؤلاء . وهم لا يحملون الأثقال إلى هناك فقط . بل وبالأثواب البالية التى يأخذونها منك يصنعون لك هناك أثواباً من النور والبهاء وحللا من المجد . وكذلك يفعلون فى كل واحدة من قناياك فى العوض والمضاعفة بالأمثال من الباقيات .

     ويا للعجب من كون البعض يرمى أمواله على البضائع وأصناف المتاجر . طلباً للفوائد اليسيرة والمكاسب الحقيرة . وتراهم يسافرون إلى البلاد البعيدة ويكابدون الأتعاب ويعرضون أموالهم على الآخذين وتجد بعض المعاملين لهم ينكرون وبعضهم يحلفون كذباً وبعضهم تعطب زراعاتهم وبعضهم تخسر بضائعهم ، وترى العاطلين مع كل ذلك يسارعون إلى العطاء .

     لقد قال المسيح له المجد : " أصنعوا لكم أصدقاء من مال الظلم حتى إذا فنيتم يقبلونكم فى المظال الأبدية " ( لو 16 : 9 ) . وقال " أعطوا تعطوا كيلا جيداً ملبداً مهزوزاً فائضاً .. لأنه بنفس الكيل الذى به تكيلون يكال لكم " ( لو 6 : 38 ) . وأعوضكم عن الزائل بما لا يزول . وعن الواحد بمئة ضعف وترثون الحيوة الأبدية ( مت 19 : 29 ) . وقال أيضاً عن العشور : " جربونى بهذا قال رب الجنود . إن كنت لا أفتح لكم كوى السموات وأفيض عليكم بركة حتى لا توسع . وأنتهر من أجلكم الآكل فلا يفسد لكم ثمر الأرض " ( مل 3 : 10 ) . " وأعوض لكم عن السنين التى أكلها الجراد الغوغاء والطيار والقمص جيشى العظيم الذى أرسلته عليكم " . وانتم مع ذلك لا تسمعون ولا تعملون .

     فسبيلنا إذن أن نكون اسخياء فى عطايانا وان نرسلها أمامنا لخالقنا على أيدى إخوتنا البائسين . لنأخذ المجازاة عن أعمالنا فى النعيم . بمحبة وتعطف ربنا يسوع المسيح الذى له المجد دائماً آمين .