تقرأ بعد انجيل قداس يوم الثلاثاء من الأسبوع الخامس من الصوم الكبير
تتضمن الحث على تفتيش الكتب وتبكيت السحرة والمنجمين والذين يكتبون الحروز .
مرتبه على قوله تعالى بفصل الانجيل :
" إن كنت أشهد لنفسى .. "
( يو 8 : 12 - 20 )
إذا كان سيدنا له المجد قد بكت الذين أهملوا البحث فى الكتب كما ينبغى بقوله لهم : " فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حيوة أبدية . وهى التى تشهد لى " وقوله : " لأن موسى كتب عنى ( يو 5 : 39 و 48 ) . وامثال ذلك . فماذا عساه يبكت المؤمنين ؟ ومعنى ذلك هو أنكم لو قرأتم كتب الشريعة قراءة المتفهمين لها . لعلمتم أننى أنا المنتظر . لا غيرى . ولأغنتكم شهادة الأقوال الإلهية عن سواها . لمطابقة المكتوب قديما على الواقع .
فما بالنا نحن الآن نعرض عن البحث والتفتيش . حتى صرنا عند المخالفين لنا فى الأيمان أضحوكة وخزيا . ويصدق علينا قول الكتاب : " هلك شعبى لعدم المعرفة " (هو 5 : 4 ) .
وإذا كنا إلى الان نوجد هكذا جهلاء من شدة الكسل . فينبغى لنا أن نبدأ لكم من الشريعة القديمة بالأسهل والأقرب . وما يصلح للأطفال لا للكاملين . حتى يمكنكم بهذه الواسطة أن ترتقوا إلى فهم المعانى الخفية والنبوات الرمزية .
وكما أن الفلاح إذا نظر إلى قوة الأرض . فأنه يبذر الحبوب بكثرة . هكذا نحن إذا رأيناكم إلى فهم ذلك تسارعون . وإحرازه ترغبون . أما الان فاسمعوا قول الله تعالى فى أول التعاليم الالهية : " أنا الرب الهك لا يكن لك ألهة أخرى أمامى لا تنطق باسم الرب الهك باطلا . لأن الرب لا يبرئ من نطق باسمه باطلا أكرم أباك وأمك لكى تطول أيامك على الأرض التى يعطيك الرب إلهك . لا تقتل . لا تزن . لا تسرق . لا تشهد على قريبك شهادة زور . لا تشته بيت قريبك . ولا أمراته ولا عبده ولا أمته ولا ثوره ولا حماره ولا شيئا مما لقريبك " ( خر 20 : 2 – 17 ) .
لا تلعن رئيسا فى شعبك . لا تؤخر ملء بيدرك وقطر معصرتك . وأبكار بنيك تعطينى . كذلك تفعل ببقرك وغنمك . سبعة أيام يكون مع أمه وفى اليوم الثامن تعطينى أياه . وإذا صادفت ثور عدوك أو حماره شاردا ترده إليه . إذا رأيت حمار مبغضك واقعا تحت حمله .. فلابد أن تحل معه " ( خر 22 : 28 – 30 و 23 : 4 و 5 ) .
لا تأخذ رشوة فى القضاء . لأن الرشوة تعمى المبصرين وتعوج كلام الابرار ( خر 23 : 8 و 9 ، تث 16 – 19 ) . وإن وجدت ضالة لا تعرف مالكها فضمها إلى منزلك لتكون عندك إلى أن يطلبها صاحبها . لأنه لا يحل لك أن تتغافل عن الضال ( تث 22 : 0 – 4 ) . ومن أخطا فى فعل واحدة من مناهى الله . أو فعل ما لا يحل يقدم عن خطيته قريابا ( لا 5 : 17 و 18 ) . وإن خان أحد صاحبه فى وديعة أو أمانة . أو غصبه شيئا . أو أخذ ماله ظلما وحلف كاذبا على شئ فليرد كل واحدة من هذه ويزيد عليه خمسة ويعطيه إلى صاحبه . ويقرب قربانا عن خطيته ( لا 5 : 21 – 25 ) .
لا تكشف امراة فى وقت حيضها . ولا تتنجس بزوجة صاحبك . ولا تضاجع الذكور . ولا يتدنس أحد من الرجال والنساء بشئ من البهائم ( لا 18 : 19 – 23 ) . لا تلتقط ماسقط من حصاد أرضك . ولا من ثمار كرمك . بل ترك ذلك للمسكين والغريب ( لا 19 : 9 و 10 ) .
لا تؤخر أجرة الأجير عندك للغد . ولا تشتم الاصم . وقدام الأعمى لا تجعل معثرة . لا تتفاءلوا ولا تقصروا شعوركم . ولا تفسدوا لحالكم ولا تخدشوا وجوهكم وابدانكم على أمواتكم . وكتابة وشم لا ترسموا على أعضائكم ( لا 19 : 13 – 28 ) ولا تظلموا الغريب الساكن بينكم ( لا 19 : 33 ) لا تسمعوا للمنجمين والعرافين والمشعبذين . لأنى أنا الله ربكم ولا تفعلوا غشا فى الحكم . ولا فى القياس ولا فى الوزن . ولا فى الكيل . بل تكون لكم موازين واقساط عادلة ( لا 19 : 31 – 37 ) .
الزانى والزانية يقتلان معا ( لا 20 : 10 ) . وكذلك من يتنجس ببهيمة يقتل الانسان والبهيمة رجما . ومن جامع حائضا فليقتل مع المرأة . والمشعوذ والعراف يقتلان رجما بالحجارة ويكون دمهما على عنقهما ( لا 20 : 15 و 16 و 27 ) ولا يوجد فيكم عراف ولا ساحر ولا متفائل . ولا من يرقى رقية ولا من يسأل جانا أو تابعه . ولا من يستشير الموتى ( تث 18 : 10 – 13 ) . ومن وجد هكذا فليخرج من الجماعة .
وأما الذى يسألهم ويخالطهم . أو يدخلهم إلى بيته أو يدخل هو إلى بيوتهم . أو يأكل من طعامهم ويشرب من شرابهم . فأن كان كاهنا فليقطع ويمنع من مخالطة المؤمنين وإن كان غير كاهن فليخرج خارج الجماعة إلى ان يرجع ويتوب عن ردى عمله .
إن كان لرجل ابن عاص مارد لا يطيع أوامر أبيه وأمه فليخرجاه إلى المشايخ . ويقولا لرجال تلك المدينة : أن ابننا هذا عاص متمرد علينا يلعب ويسكر ولا يطيع أوامرنا . فيرجمه جميع أهل المدينة بالحجارة حتى يموت ( تث 21 : 18 – 21 ) . واعزلوا الاشرار من بينكم . ولا تلبس المرأة ثياب الرجل . ولا الرجل ثياب المرأة . فإن جميع هذه الأفعال مرذولة عند الرب إلهك .
أعمل درابزين لسطحك لئلا يقع أحد منه فيموت ويكون قتيلا فى منزلك ( تث 22 : 5 و 8 ) إياك أن ترابى أخاك . لا بربا الورق . ولا ربا الطعام . ولا ربا جميع الأمور . ليباركك الرب إلهك فى جميع أعمالك . وإن نذرت للرب نذرا فلا تؤخر وفاءه . فإن الرب إلهك يطلبه منك ويكون عليك إثم . احفظ ما يخرج من شفتيك . واعط ما تكلم به فمك لتجازى بالحسنى ( تث 23 : 19 – 22 ) .
إن كان لك دين على صاحبك . فلا تدخل إلى بيته لتأخذ منه رهنا . بل تقيم خارجا . وإن كان فقيرا فإياك أن تنام فى رهنه . بل رد اليه الثوب عند غروب الشمس لينام فيه . لتجد رحمة أمام الرب ألهك ( تث 24 : 9 – 13 ) لا تحف على الضعيف فى القضاء . ولا تسترهن ثوب الأرملة ( تث 24 : 17 ) وكونوا قديسين لأنى أنا قدوس ( لا 11 : 44 و 45 ) .
وإذ قد علمنا أن هذه الأقوال الأولى القريبة المأخذ والسهلة العمل هى متعذرة على الاكثرين منا . فكيف والحالة هذه تكون شريعة الكمال الموافقة والمطابقة لعقول الفضلاء ؟ فسبيلنا إيها الأحباء أن نتيقظ من غفلتنا . ونتفهم معانى كلام ربنا . لنأخذ أكاليل الغلبة . ونحظى بسعادة ملكوت مخلصنا يسوع المسيح . الذى له المجد والوقار إلى ابد الآبدين آمين .