Search

تقرأ بعد انجيل قداس يوم الجمعة من الأسبوع الثالث من الصوم الكبير

تقرأ بعد انجيل قداس يوم الجمعة من الأسبوع الثالث من الصوم الكبير

تتضمن توبيخ الذين لا يطيعون أوامر الله والذين يتنازعون على

الرئاسات ويتخاصمون على التقدم . وامثال ذلك .

مرتبه على فصل انجيل إخراج الروح النجس .

( لو 11 : 14 – 26 )

     إذا رأينا الأرواح النجسة والشياطين الخبيثة تسمع أقوال ربها وتجزع من الخالق لطبائعها هكذا . وتمتثل الأوامر بسرعة وتبادر إلى المراسيم بالخوف والوقار . فما بالك أنت تسمعه دائماً يأمرك بمحبة الأخوة والاحسان للمسيئين اليك . والمسامحة للمبغضين وأنت لا تصنع كذلك . لكنك تغضب أخاك وتخاصم صاحبك وتود قتل مبغضيك وتنازع المؤمنين أيضاً . فاسمع ما يقوله بولس الرسول : " لانى أولا حين تجتمعون فى الكنيسة اسمع أن بينكم انشقاقات وأصدق بعض التصديق . لانه لابد أن يكون بينكم بدع أيضاً ليكون المزكوم ظاهرين " ( 1 كو 11 : 18 و 19 ) . ومعناه أنه إذا وقعت بينكم شرور وخصومات يتميز الطائعون للمسيح بالصبر والاحتمال والصفح عن المسيئين لهم . ويظهر شر الأشرار بكثرة المحك والفجور والتنازع وحب الغلبة . وقال الرسول أيضاً : " أنواع مواهب موجودة ولكن الروح واحد وأنواع خدم موجودة ولكن الرب واحد " . وأنواع أعمال موجودة ولكن الله واحد الذى يعمل الكل فى الكل . ولكنه لكل واحد يعطى اظهار الروح للمنفعة . فإنه لواحد يعطى بالروح كلام حكمة ولآخر كلام علم بحسب الروح الواحد . ولآخر إيمان بالروح الواحد ولآخر مواهب شفاء بالروح الواحد . ولآخر عمل قوات ولآخر نبوة ولآخر تمييز الارواح . ولآخر أنواع السنة . ولآخر ترجمة السنة . ولكن هذه كلها يعملها الروح الواحد بعينه قاسماً لكل واحد بمفرده كما يشاء " ( 1 كو 12 : 4 – 11 ) . ( معناه ) فما بالكم انتم الان تتنافسون وتتغايرون إذا كان الله هو المقسم الرتب والمعطى بحسب الاستحقاق لكل واحد كما يجب . ويا للعجب من أن الذين يكثرون الخصام فى الاسواق والشوارع يكسبون المذمة من الناس واللائمة من الناظرين . وكذلك الذين يشوشون على المجتمعين فى أماكن اللعب والسباق والحانات وحلقات المشعبذين يوسقهم من حضر سباً وشتماً ويهانون . والذين يتنازعون فى أبواب الملوك والعظماء . فأنهم يضربون بالسياط ويسجنون ولا يرحمون . فإذا كان الذين يشوشون على هذه الاماكن العالمية يفعل بهم مثل هذه الفعال . فالذين يشوشون على بيعة الله تعالى ومصاف الملائكة ومجامع الشهداء والأبرار بماذا يعاقبون ؟ وبأى عذاب يعذبون . اسمع يا هذا قول الكتاب عن قورح وداثان وأبيرام الذين حسدوا موسى وهرون وأرادوا أن يكونوا كهنة مثلهم وينقلون عن رتبة اللاويين . قال الكتاب : " قام قورح وداثان وابيرام ومئتان وخمسون رجلاً من رؤساء الجماعة على موسى وهرون وقالوا لهما كفاكما . إن كل الجماعة بأسرها مقدسة وفى وسطها الرب . فما بالكما ترتفعان على جماعة الرب . فلما سمع موسى سقط على وجهه . ثم كلم قورح وجميع قومه قائلاً غداً يعلن الرب من هو له ومن المقدس حتى يقؤبه إليه .. كفاكم يا بنى لاوى . أقليل عليكم أن إله اسرائيل أفرزكم من جماعة اسرائيل ليقربكم اليه لكى تعملوا خدمة المسكن وتقفوا قدام الجماعة لخدمتها . فقر بك وجميع أخوتك بنى لاوى معك وتطلبون أيضاً كهنوتاً . إذن انت وكل جماعتك متقفون على الرب . وأما هرون فما هو حتى تتذمروا عليه . فارسل موسى ليدعو داثان وابيرام ابنى اليآب فقالا لا نصعد . أقليل أنك أصعدتنا من أرض تفيض لبناً وعسلاً لتميتنا فى البرية حتى تترأس علينا أيضاً ترؤساً . ولا أعطيتنا نصيب حقول وكروم . لا نصعد . فأغتاظ موسى جداً وقال للرب لا تلفت إلى تقدمتهما . حماراً واحداً لم أخذ منهم ولا أسات إلى أحد منهم . وقال موسى لقورح كن أنت وكل جماعتك أمام الرب أنت وهم وهرون غداً . وخذوا كل واحد مجمرته فيها بخوراً وقدموا أمام الرب كل واحد مجمرته . مئتين وخمسين مجمرة . وأنت وهرون وكل واحد بمجمرته . فأخذوا كل واحد مجمرته وجعلوا فيها ناراً ووضعوا عليها بخوراً ووقفوا لدى باب خيمة الاجتماع مع موسى وهرون . وجمع عليهما قورح كل الجماعة إلى باب خيمة الاجتماع فتراءى مجد الرب لكل الجماعة . وكلم الرب موسى وهرون قائلاً . افترزا من بين هذه الجماعة فإنى أفنيهم فى لحظة . فخرا على وجهيهما وقالا اللهم إله أرواح جميع البشر هل يخطئ رجل واحد فتسخط على كل الجماعة . فكلم الرب موسى : كلم الجماعة قائلاً اطلعوا من حوالى مسكن قورح وداثان وابيرام . فقام موسى وذهب إلى داثان وابيرام وذهب وراءه شيوخ اسرائيل . فكلم الجماعة قائلاً اعتزلوا عن خيام هؤلاء القوم البغاة ولا تمسوا شيئاً مما لهم لئلا تهلكوا بجميع خطاياهم . فطلعوا من حوالى مسكن قورح وداثان وأبيرام . وخرج داثان وأبيرام ووقفا فى باب خيمتهما مع نسائهما وبنيهما وأطفالهما . فقال موسى بهذا تعلمون أن الرب قد أرسلنى لأعمل كل هذه وأنها ليست من نفسى . إن مان هؤلاء كموت كل انسان وأصابتهم مصيبة كل انسان فليس الرب قد ارسلنى . ولكن إن ابتدع الرب بدعة وفتحت الارض فاها وابتلعتهم وكل ما لهم فهبطوا أحياء إلى الهاوية تعلمون أن هؤلاء القوم قد ازدروا بالرب .

     فلما فرغ من المتكلم بهذا الكلام انشقت الارض التى تحتهم . وفتحت الارض فاها وابتلعتهم وبيوتهم وكل من كان لقورح مع كل الاموال . فنزلوا هم وكل ما كان لهم أحياء إلى الهاوية وانطبقت عليهم الارض فبادوا من بين الجماعة . وكل اسرائيل الذين حولهم هربوا من صوتهم لانهم قالوا لعل الارض تبتلعنا . وخرجت نار من عند الرب وأكلت المئتين والخمسين رجلا الذين قربوا البخور .

     ثم كلم الرب موسى قائلاً : " قل لألعازار بن هرون الكاهن أن يرفع المجامر من الحريق وأذن النار هناك . فانهن قد تقدسن . مجامر هؤلاء المخطئين ضد نفوسهم فليعملوها صفائح مطروقة غشاء للمذبح لانهم قد قدموها أمام الرب فتقدست فتكون علامة لبنى اسرائيل . فاخذ العازار الكاهن مجامر النحاس التى قدمها المحترقون وطرقوها غشاء للمذبح . تذكاراً لبنى اسرائيل لكيلا يقترب رجل أجنبى ليس من نسل هرون ليبخر بخوراً أمام الرب فيكون مثل قورح وجماعته كما كلمه الرب على يد موسى " ( عد 16 : 1 – 40 ) .

     فسبيلنا أن نهرب من طلب الرئاسات والامور العالية ونطلب ما فيه خلاصنا ونسارع إلى العمل باقوال ربنا . لنفوز بنعيم الملكوت الدائم بنعمة ربنا يسوع المسيح الذى له المجد والوقار . الآن وكل أوان وإلى دهر الداهرين . آمين .