Search

تفسير إنجيل اليوم

ع18: "الصدوقيين": هم جماعة يهودية ينتسبون إلى صادوق رئيس الكهنة أيام سليمان، وجاءوا إلى المسيح ليجربوه أيضا، وكانوا لا يؤمنون بقيامة الأموات. وقد حرص القديس مرقس أن يشير إلى عقيدتهم، حتى نفهم سبب سؤالهم التالى، والذى لا يخلو من سخرية من القيامة، ويكشف فهمهم المادى المحدود للحياة الأبدية.

ع19: "كتب.. موسى": أى فى شريعة الناموس (تث 25: 5-6)، أنه إذا مات المتزوج قبل أن ينجب، فعلى أخيه أن يتزوج بأرملة المتوفى، ويسجل أول ابن باسم المتوفى، حتى لا يزول اسمه من سبطه ولا يضيع ميراثه.

ع20-23: عرض الصّدّوقيّون سؤالهم الجدلى بغرض فحص المسيح، وإغاظة الفرّيسيّين، والتهكم على فكرة القيامة، فى أنه لمن من الأزواج السبعة تكون زوجةً؟! راجع شرح (مت 22: 23-33).

ع24-25: جاءت إجابة المسيح لهم موبخة، إذ واجههم بانحراف إيمانهم، وأرجع السبب فى ذلك لانصرافهم عن شريعة الله بالجدل العقلى، والاستهانة بقوة وقدرة الله على قيامة الأموات، ووضح لهم فى (ع25) أنه لا زواج جسدى فى القيامة، بل تكون الأجساد روحانية نورانية كأجساد الملائكة، فلا حاجة هناك للتكاثر أو التناسل.

ع26-27: يعود السيد المسيح للتأكيد على عقيدة قيامة الأموات، ويقدم دليلا من الكتاب المقدس، فيذكر للصدوقيين الحديث الذى دار بين الله وبين موسى فى سيناء، عند العليقة (خر 3: 6، 16)، وكيف قدم الله نفسه لموسى، إذ قال إنه إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب. وليس من المعقول أن ينسب الله نفسه لأموات، بل لأحياء. وختم المسيح حديثه كما بدأه معهم بأنهم انحرفوا عن الإيمان برفضهم لحقيقة القيامة من بين الأموات.

          إلهى الحبيب... إن القيامة والأبدية حقيقة نؤمن بها، ولكنها كثيرا ما تغيب عن قلوبنا، فننشغل بالعالم الفانى، وننسى ما هو باقٍ لنا... أعطنا يا رب أن نهتم "بالباقيات عوض الفانيات، والأبديات عوض الزمنيات" كما تعلّمنا الكنيسة أن نصلى فى أوشية الراقدين.